يا حلوين
دراسة تؤكد أهمية تطوير قدرة الفرد على الانخراط في العمل الجماعي بدلًا من التركيز فقط على المهارات الشخصية
قالوا قديمًا: “إذا أردت الوصول سريعًا فعليك بالسير بمفردك، أما إذا أردت تحقيق الانتصار فعليك التحلي بروح الفريق”.
المقولة السابقة أكدتها دراسة نشرتها دورية “نيتشر هيومان بيهيفيور” (Nature Human Behavior)، اليوم “الإثنين” 3 ديسمبر؛ إذ توصلت إلى أن نجاح الفرق الرياضية في تحقيق الانتصارات يزيد من فرص تحقيقها لانتصارات مستقبلية.
وأوضحت الدراسة، التي أجراها فريق من الباحثين في “نورث ويسترن” الأمريكية، أن التعاون داخل الفريق قد يكون له دور مهم في الأداء المؤدي إلى الانتصار.
واعتمد الباحثون على دراسة قاعدة بيانات شاملة لمباريات دوري كرة السلة الأمريكي والدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم والدوري الهندي الممتاز للعبة “الكريكيت” ودوري كرة البيسبول الأمريكي وبطولة العالم في لعبة OTA2 (وهي لعبة قتالية تُمارَس عن طريق الإنترنت، ويشارك فيها لاعبون متعددون”.
وبلغ عدد مباريات كرة السلة التي شملتها الدراسة 15.382 مباراة في موسمي (2002-2003) و(2013-2014)، بإجمالي عدد لاعبين بلغ 1800 لاعب.
يقول “ساتيام ماجرجي” -زميل ما بعد الدكتوراة بمعهد نورث ويسترن، والباحث المتخصص في علوم البيانات، والمشارك في الدارسة- في تصريحات لـ”للعلم”: “درسنا تأثير العلاقات الداخلية في الفريق على نتائج مباريات الفرق الرياضية. وكان هناك جانبان لقياس هذه العلاقات: أولهما جانب كمي تَمثَّل في عدد المرات التي تعاون فيها زميلان في الفريق، والثاني جانب نوعي ركز على “النجاح المشترك المسبق” بين أعضاء الفريق، وهو ما ساعدنا على معرفة ما إذا كان العمل الجماعي قد نجح أو فشل، وبصيغة أخرى، فقد حاولنا دراسة فرص نجاح الفريق الذي يتمتع أعضاؤه بخبرات مشتركة سابقة في حالة مواجهتهم فريقًا آخر يضم لاعبين ذوي مهارات عالية”.
وبالنسبة للدوري الإنجليزي الممتاز، فحص الباحثون البيانات المتعلقة بنتائج 5104 مباريات، فضلًا عن الملفات الشخصية لـ2988 لاعبًا، أما فيما يخص دوري البيسبول الرئيسي، فقد جمع الفريق البحثي بيانات عن 4001 لاعب شاركوا في 29.160 مباراة من مباريات دوري كرة البيسبول الأمريكي لُعبت في الفترة من 2002 وحتى 2013.
وبالنسبة للعبة الكريكيت، قام الباحثون بتنزيل البيانات الخاصة بـ404 مباريات تم لعبها خلال الدوري الهندي الممتاز في الفترة من عام 2008 وحتى 2013، كما قاموا أيضًا بتنزيل بيانات للمباريات على المستوى الدولي وعلى المستوى القُطري التي تم إجراؤها في الفترة ما بين عامي 2006 و2013، والتي ضمت معلومات عن 220 لاعبًا لعبوا مباريات T20 (هي واحدة من الأشكال الثلاثة الحالية للكريكيت المعترَف بها من قِبَل مجلس الكريكيت الدولي (ICC) على أنها على أعلى مستوى دولي أو محلي). بين عامي 2006 و2013، كما عكف الباحثون على تضمين الدراسة سِجِل الألعاب الخاص بجميع مباريات لعبة OTA2 من عام 2011.
يقول “ماجرجي”: “استغرق جمع البيانات أكثر من ستة أشهر، ووضعنا بعد ذلك تصورًا عن مهارة اللاعب وتجاربه المشتركة الناجحة بهدف الحصول على تقديرات إحصائية موثقة، وقمنا بحساب كلٍّ من متوسط مستوى مهارة اللاعب لكل فريق -استنادًا إلى إحصائيات مثل عدد الأهداف أو النقاط المسجلة في كل لعبة، ومدى نجاح الفريق السابق على أساس عدد المباريات التي تم الفوز بها أو تمت خسارتها على مدى السنوات السابقة”.
ووجد الباحثون أنه عندما تتقارب مستويات الفرق المتنافسة في مستوى مهاراتها، فإن الخبرة السابقة في اللعب والفوز معًا قد تكون هي العامل الذي يقود تلك الفرق نحو الانتصار.
ويوصي الباحثون بضرورة أن يركز كبار المسؤولين التنفيذيين في الشركة والمدربون الرياضيون على تطوير قدرة الفرد على الانخراط في العمل الجماعي، بدلًا من التركيز فقط على المهارات الشخصية للأفراد.