محمية جزر النخيل

د. هويدا  شريف

جولتنا مع المحميات لم تنته بعد، شددنا رحالنا نحو محمية جزر النخيل الطبيعية التي تقع قبالة شاطئ طرابلس وهي محمية لبنانية تاريخية حيث تبلغ مساحتها عشرين هكتاراً.

تضم منطقة “جزر النخيل” ،التي تم تخصيصها كمحمية بموجب اتفاقية برشلونية ،ثلاث جزر هي :النخيل التي تعتبر أكبر مساحة يليها الرامكين والفنار .إن جزيرة النخيل كانت تعرف سابقاً باسم جزيرة الارانب لكثرة وجود الارانب فيها بأعداد كبيرة .

قيمة هذه الجزر لا تقف عند ما تشعر به أمام لوحة فنية من صنع الطبيعة ،بل في كونها تبقى متجددة على نحو مستقل .فهي تتمتع بنظام بيئي فريد من نوعه يعرف ب ” ايكو سيستام ” يعيش لوحده وينظم نفسه بنفسه وتشكل العومل البيولوجية والمناخية والبرية المكونات التي تخلق لها هذا النظام .وتبعد كبرى هذه الجزر مسافة 5.5 كلم عن الشاطئ اللبناني ويتعين على الراغب بزيارتها أن يستقل أحد قوارب الصيادين الرابضة على شاطئ الميناء .

هذه المحمية وجدت في منطقة رطبة ذات أهمية دولية ،فالشواطئ الرملية لهذه الجزر ،تشكل موقعاً لتفقيس السلاحف البحرية ومن وقت لآخر تزورها فقمات البحر المتوسط المهددة بالانقراض،وتحت الامواج تشهد مياه البحر عودة الاسفنجات البحرية النادرة وكافة أنواع الاسماك .

تضم هذه الجزر آثاراً على حقبات سالفة للسكن البشري ،كأجزاء الفخاريات ،وبئر للمياه العذبة وبعض الملاحات القديمة وآثار كنيسة بنيت في عصر الصليبيين وتحتوي جزيرة رامكين على ممرات تحت الارض بنيت في بداية القرن الماضي .يتم فتح بعض أجزاء المحمية للسباحة خلال أشهر الصيف على أن تبقى باقي أشهر السنة ملاذاً هادئاً للحياة البرية فهي تعج بالازهار ربيعاً وتؤمن مكاناً تبني فيه الطيور أعشاشها وتستريح فيه .

Exit mobile version