مسؤولة صحيّة أمريكيّة تعبِّر عن قلقها لارتفاع نسب تدخين السجائر الإلكترونيّة بين المراهقين نورا فولكو، مديرة المعهد الوطنيّ لأبحاث تعاطي المخدرات، تتناول الارتفاع القياسيّ في نسب تدخين السجائر الإلكترونية بين طلاب الصف الثاني عشر

مسؤولة صحيّة أمريكيّة تعبِّر عن قلقها لارتفاع نسب تدخين السجائر الإلكترونيّة بين المراهقين نورا فولكو، مديرة المعهد الوطنيّ لأبحاث تعاطي المخدرات، تتناول الارتفاع القياسيّ في نسب تدخين السجائر الإلكترونية بين طلاب الصف الثاني عشر

 د. جسي كارلوس

مسؤولة صحيّة أمريكيّة تعبِّر عن قلقها لارتفاع نسب تدخين السجائر الإلكترونيّة بين المراهقين

يتّجه مراهقو الولايات المتحدة الأمريكية إلى تدخين السجائر الإلكترونيّة بأعداد قياسيّة، وترتفع نسب المدخنين بينهم ارتفاعًا هائلًا منذ عام 2017، وأصدر المعهد الوطنيّ لأبحاث تعاطي المخدِّرات (NIDA) استطلاعَ “رصد المستقبل Monitoring the Future” لعام 2019 لطلاب الصفوف الثامن والعاشر والثاني عشر على مستوى البلاد، وتشير نتائج الاستطلاع إلى زيادة مقلقة في معدلات التدخين لدي الفئات العمرية الثلاث.

عند سؤال الطلاب ما إذا كانوا قد دخَّنوا السجائر الإلكترونية خلال الشهر الماضي، سجَّل طلاب السنة النهائيّة الثانويّة تضاعف نسب تدخينهم خلال سنة، إذا ارتفعت من 11% عام 2017 إلى 20.9% عام 2018.

إضافة إلى ذلك سجَّل 27.8% من المراهقين أنهم “دخَّنوا السجائر الإلكترونيّة بأيّ من أشكالها” خلال عام 2017، وهي النسبة التي ارتفعت إلى 37.3% عام 2018. وربما كانت النتيجة الأكثر إثارة للقلق أن واحدًا من كل 10 طلاب في الصف الثامن سجَّل تدخين السجائر الإلكترونيّة خلال العام الماضي.

تعتبر نورا فولكو، مديرة المعهد الوطنيّ لأبحاث تعاطي المخدرات، النجاحات السابقة في حملات مكافحة تدخين التبغ نموذجًا لكيفيّة التعامل مع مشكلة تدخين السجائر الإلكترونية سريعة التفاقم بين مراهقي الولايات المتحدة، وتوضّح كذلك نقطة مضيئة مفاجئة، لكنها تدعو للتأمل، في نتائج الاستطلاع: سجّل أولئك الأطفال أنفسهم نسبًا قياسية منخفضة في تعاطي الكحوليات، وأقل نسبة تعاطي المواد الأفيونيّة بين كل الفئات العمريّة الأخرى، وانخفاضًا في تعاطي الماريجوانا والتبغ والمخدرات الأخرى.
(فيما يلي تفريغ مُعَدَّل للمقابلة)

 

كيف نوضّح مخاطر تدخين السجائر الإلكترونيّة لفئة عمريّة معروفٌ أن حس تقدير العواقب طويلة الأمد لديها لم يتطوِّر بعد بالكامل؟

أعتقد أن جزءًا من التحدي يتعلق بكيفية نقل رسالة الآثار السلبيّة المحتملة إلى المراهق بشكل واضحٍ، علينا أن نتعلَّم من التجارب السابقة الناجحة مع مشكلات أخرى، ثم نستنسخ تلك التجارب ونكيّفها مع الظروف الجديدة.

صارت السجائر الإلكترونيّة ذات سحرٍ خاص لدى المراهقين، لأنها من ناحيةٍ أجهزة ذات مظهر جذَّاب، فضلًا عن أن الأطفال الآخرين يستخدمونها، لذا فقد أصبحت أدواتٍ متماشية مع الموضة. لكن بالإمكان تحويل شيء متماشٍ مع الموضة إلى شيء مكروه. كان تدخين السجائر العادية بين المراهقين أمرًا فاتنًا جدًا في فترةٍ ما في البلاد، والآن ارتفعت كثيرًا نسبة رفض تدخينها، علينا إيجاد طريقة لتوصيل المعلومة إلى الأطفال الذين لن تؤثر فيهم الحُجج التي قد تقنع البالغين.

بإمكاننا بثّ رسائل وقائيّة. إن مجموعة من أذكى العقول تجتمع كي تحدد كيفيّة جذب الأطفال لشراء هذه المخدّرات، وإحدى الوسائل التي يستخدمها هؤلاء هي استقطاب المراهقين أنفسهم ليتعرفوا منهم إلى ما يجذبهم أو لا يجذبهم، وبالنسبة لهذه الحملات (الوقائية) فمن المهم جدًا أن يُسام فيها الذين تشملهم الحملات، مع الأخذ في الاعتبار التنوع الكبير في هذه الفئة.

بالمناسبة، ما مخاطر السجائر الإلكترونية على نموّ المراهقين؟

بما أن مخّ المراهقين ينمو بسرعة، فإن عقاقير مثل النيكوتين أو الماريجوانا تحرّف مسارات نموّه، إذ تتداخل مع عمليّة فائقة الانضباط يسهم التطوّر في تنظيم جزء كبير منها بغاية تشكيل المخّ بشكلٍ نموذجيّ مبنيّ للتجاوب مع بيئتنا. حينما يتعاطى المرء المخدرات فإن المخّ يتشكَّل للاستجابة للمخدرات، وهذا قد يتداخل مع النمو الطبيعي للمخ بشكلٍ يهدد الوظائف الإدراكيّة والشعوريّة ويزيد من احتمالات تعرض المرء للإدمان، وكشفت الدراسات أن النيكوتين يعمل كعقارٍ مُحَضِّر يجعل المخّ أكثر حساسية للعقاقير الأخرى، أي إنه عقارٌ يُمهد لتعاطي غيره.

تقول بعض الدراسات إن محتوى النيكوتين في بعض هذه المنتجات يضارع كمية النيكوتين في علبة من السجائر. هل هؤلاء الأطفال أكثر عرضة للإدمان بسبب هذا العامل وحده؟

أعتقد أنهم سيدمنون هذه الأجهزة الإليكترونية سريعًا جدًا، لأنها أنظمة توصيلٍ مثاليّة للعقاقير، فهي تنقل العقاقير مباشرة إلى الرئتين، وهذان العضوان مؤلَّفان من شبكة متسعة جدًا من الأوعية الدمويّة، ونقل النيكوتين بهذا الشكل يُدخله فورًا إلى الدورة الدمويّة بتركيزات عالية، ثم بسرعةٍ إلى المخّ، وسرعة وصول المخدر/العقار إلى المخ تجعله أكثر قابلية للإدمان وأعلى مكافأة، في حين أن الحصول على النيكوتين من تدخين السجائر العادية أصعب، بسبب استجابة الجسم للتدخين بالسعال.

ما المخاطر الصحية الأخرى المرتبطة بتدخين السجائر الإلكترونيّة غير الإدمان؟ هل هناك عواقب فوريّة أو قصيرة المدى على هؤلاء الأطفال؟

أظن أننا سنبدأ في ملاحظة تلك العواقب خلال المرحلة المقبلة، هناك بضعة تقارير عن استجابات التهابيّة قد تكون شديدة الخطورة تُصاحب تدخين السجائر الإلكترونيّة، وأتوقع أننا سنرى المزيد منها، فكلَّما ازداد انتشار الظاهرة زادت احتمالية ملاحظة العواقب عاجلًا، وكما هي الحال عادةً، فإن هناك من يُدخِّنون حتى سن 100 عام دون مشكلات، وآخرون يمرضون سريعًا بسبب التدخين، بعضهم سيكون أكثر عرضة للمرض من غيره.


هل هناك نقاط معينة يمكن عندها وقف هذه الزيادة الجامحة في الظاهرة؟

نعلم أن فرض الضرائب على التبغ والكحوليّات قد قلل بشكلٍ كبير من استهلاكهما بين المراهقين. إن أهم أداتين تُحدثان فرقًا كبيرًا هما وضع السياسات وتنفيذها، بفرض ضرائب على السجائر الإلكترونيّة وزيادة سعرها أكثر، لكن إذا تم تنفيذ السياسة فمن الضروري دعمها، بإطلاق حملات توعية قويّة ذات عناصر يسهل على المراهقين فهمها.

بعض هذه الإجراءات الأخرى الموجَّهة ضد التبغ والكحوليات آخذه في التناقص. ماذا جعل المراهقين يكفّون عن تعاطي هذه المواد رغم إقبالهم على السجائر الإلكترونية؟

ثمة افتراض أن المراهقين قد بدّلوا أسلوب التواصل لديهم وأضحوا يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعيّ. تعاطي المخدرات سلوك جماعيّ يحفِّزه كثيرًا تأثير الأقران، إن كان المراهق ليس بصحبة المراهقين الآخرين متعاطي المخدرات فإن احتمال تعاطيه المخدرات يقلّ، لقد تغيّر شكل التفاعل الاجتماعيّ تغيّرًا قلل من التواصل وجهًا لوجه، وربما قلل هذا من فرص التعرض لتعاطي المخدرات.

Exit mobile version